مع أول قطرة غيث شهدتها أحياء دمشق وريفها منذ يومين وما تركته خلفها من فيضانات ووحول عرّت صحة التأكيدات والتصريحات التي أطلقها المعنيون سواء في المحافظة أو البلديات والتي أكدوا فيها بأنهم استعدوا جيداً لفصل الشتاء الحالي وبأنه سيكون آمنا ، فهناك إجراءات كثيرة قاموا بها استعداداً للفصل وتفادياً لحدوث أي ضرر قد تحدثه الأمطار الغزيرة ليبقى لسان حال المواطنين: متى سيجد المعنيون الحلول الجذرية لحالة العجز الذي تشهدها البنية التحتية أمام غزارة الأمطار.
المواطن حيان عيد من سكان حي المزة 86 خزان يقول : لقد تسببت غزارة الأمطار الرعدية التي تساقطت منذ يومين بحدوث طوفانات للمياه في معظم الشوارع الرئيسة والفرعية بسبب انسداد المطريات وقلة المصائد المطرية علماً أن تلك الفيضانات دخلت عدداً من البيوت المنخفضة والمحال ، ناهيك بالأوحال والأوساخ التي تركتها خلفها تلك الفيضانات في الشوارع الفرعية والرئيسة .
مضيفاً: لقد تأملنا خيراً بتصريحات المعنيين بأنهم استعدوا جيداً لفصل الشتاء وبأنهم وجدوا حلولاً جذرية لفيضان مياه الأمطار لنكتشف زيف تلك الاستعدادات، فقد كنا نتمنى على المعنيين خلال فصل الشتاء الحالي إيجاد حلول جذرية لمعاناة الأهالي عبر تعزيل المطريات بشكل دوري وتنفيذ مصائد مطرية جديدة ولاسيما أن عددها في الحي قليل ولا يستوعب غزارة الأمطار.
بدوره المواطن مجد أحمد يقطن في منطقة دف الشوك في ريف دمشق قال: يعاني معظم أحياء دف الشوك من قدم شبكة الصرف الصحي والتي تفيض بشكل دائم حتى في فصل الصيف فما بالك وفصل الشتاء بات قريباً على الأبواب ، فجميع الأهالي متخوفون من قرب الشتاء ومتخوفون من تكرار حوادث دخول فيضانات المياه لمنازلهم ، مشيراً إلى أن معظم شبكات الصرف الصحي المخدمة لأحياء المنطقة قديمة بالإضافة إلى أن الشوارع الرئيسة والفرعية تفتقد للعدد الكافي من المصائد المطرية.
من جهته أكد عضو مجلس محافظة ريف دمشق عن قطاع المياه والنقل عامر خلف بأن المحافظة واستعداداً لفصل الشتاء ومنذ شهر تقريباً وجهت كتباً للبلديات ومجالس المدن بضرورة القيام بأعمال تعزيل المطريات والمصائد المطرية واستبدال شبكات الصرف الصحي القديمة وتنفيذ مصائد مطرية جديدة في المناطق التي تحتاج لذلك ، مضيفاً: تردنا يومياً من بلديات ومجالس مدن المحافظة كتب عن الأعمال التي تقوم بها استعداداً لفصل الشتاء .
وأكد خلف بأن الأمطار التي شهدتها مناطق المحافظة منذ يومين لم تحدث مشاكل وفيضانات باستثناء بلدة حلبوني وتقوم الورش بحل تلك المشاكل .
في حين قال معاون مدير دوائر الخدمات في محافظة دمشق لقطاع الخدمات عمار سلام : إن محافظة دمشق اتخذت مجموعة من الإجراءات الاحترازية حتى لا نواجه المشاكل التي واجهناها في العامين الماضيين، ومنذ بداية شهر آب بدأت جميع دوائر الخدمات على مستوى محافظة دمشق بتعديل كامل للمطريات و«الريكارات» من صيانة وحملة تنظيف، ومعني بها كل المديريات التابعة لمحافظة دمشق وحققنا ما يقارب 95% من نسبة تنظيف كل المطريات والريكارات في مدينة دمشق ولكننا لا نستطيع أن نتنبأ بكمية الأمطار التي ستهطل ويجب مراعاة أن أول مطرة دائماً تحمل معها غباراً وأتربة وقد كلفنا الشركة العامة للصرف الصحي في دمشق بتعزيل جميع الأنفاق في المدينة وتم الاتفاق مع الصرف الصحي ومديرية الصيانة ليكون هناك (صاروخ )للبلديات لتجريب المطريات حسب جدول قمنا بإعداده .
وأضاف سلام : المناطق التي شهدت سيولاً في الأعوام السابقة تم تعديل المصدات المطرية فيها كمنطقة ركن الدين، ولا يوجد حل جذري لهذه المشكلة وفي كل دول العالم يجرى تنظيف موسمي لذلك نرجو المواطنين المحافظة على النظافة وعدم رمي القمامة في مجاري الصرف الصحي ما يسبب انسداداً في المجاري، وأي منطقة تحتاج تغييراً في أنابيب الصرف الصحي يتم لحظها بخطط سنوية وتتم معالجتها بشكل أساسي وسريع ولا يتم الانتظار ليأتي المطر .

طباعة