يونيو 28, 2024

تشرين- رصد:

في 1817 اكتشف عالم الكيمياء السويدي يوهان أوجست أرففيدسون معدن الليثيوم أحد أكثر المعادن ندرة، ولنحو القرنين انحصرت المعرفة بالمعدن في حفنة من العلماء والمتخصصين، بينما ظلت الأغلبية العظمى من البشر تجهل وجوده وفيما يستخدم، لكن اليوم بات الليثيوم حديث الساعة، وأحد أكثر المعادن أهمية.

تسارع الجهود الدولية للانتقال للطاقة المتجددة وازدهار صناعة السيارات الكهربائية، أبرز الليثيوم كعنصر محوري ملقبا بـ “الذهب الأبيض”، ومنحه الدور الحاسم في صناعة بطاريات الليثيوم إيون -التي تشغل كل شيء بدءا من السيارات الكهربائية إلى الهواتف الذكية- دفعة جعلته في طليعة سوق السلع العالمية.

هنا يقول لـ”وكالات” توم نايجل المحلل المالي في بورصة لندن للمعادن: إن إنتاج الليثيوم شهد ارتفاعا كبيرا خلال العقد الماضي، وتحتل أستراليا المرتبة الأولى بنصف الإنتاج العالمي عام 2022، أما الصين فهي الدولة الرائدة عالميا في معالجة المعدن، ويهيمن الأربعة الكبار أستراليا وتشيلي والصين والأرجنتين على 85% من الإنتاج العالمي.

وأضاف “في 2010 لم يتجاوز الإنتاج العالمي 28100 طن متري، وفي 2022 بلغ 129 ألف طن تقريبا، ويرجح أن يصل مليون طن هذا العام، ويقدر الاحتياطي المؤكد من موارد الليثيوم في التربة بـ98 مليون طن”.

وبحسب نايجل، تضاعف الطلب 3 مرات منذ عام 2017، ويتوقع نمو الطلب 10 أضعاف بحلول منتصف القرن، وقد يواجه العالم نقصا في الليثيوم مع زيادة الطلب بدءا من 2025، وإذا بلغ الطلب أكثر من 3 ملايين طن كما هو متوقع عام 2030، فإن العجز سيراوح بين نصف مليون طن و768 ألف كيلو “.

ولا يوجد في الوقت الحالي سوى 101 منجم لليثيوم حول العالم، ومئات المشاريع قيد الاستكشاف، لكن التعقيدات الجيولوجية والحصول على تصريحات للتنقيب وغياب الاستقرار السياسي تشكل عوائق أمام الاستثمار.

ويتطلب الاستثمار في الليثيوم فهما لدورات الهبوط والارتفاع التي لا مفر منها في جميع المعادن، والانخفاض الحالي في الأسعار يعود إلى تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الصين، المقترن بالتباطؤ الاقتصادي الأوسع.

من جانبه، ذكر لـ”وكالات” الخبير الاستثماري توني مات، أن “الأطروحة الأساسية للاستثمار في الليثيوم هي أنه على المدى الطويل سيرتفع الطلب على المعدن جنبا إلى جنب مع إنتاج السيارات الكهربائية وانتشار بطاريات تخزين الطاقة، والمستثمرون عليهم متابعة ما تقوله شركات صناعة السيارات الكبرى حول إنتاج السيارات الكهربائية”.
ويستدرك قائلا “على المستثمرين التعرف على الديناميكيات المتغيرة في أكبر المناطق المنتجة فهذا يساعد على قياس أي أخطار جيوسياسية قد تؤثر في الإنتاج والأرباح”.
وتتزايد الاستثمارات الإستراتيجية لتأمين إمدادات الليثيوم مستقبلا، وأبدت شركات طاقة عملاقة مثل إكسون وشيفرون اهتمامها بالمعدن، والتزمت شركات صناعة السيارات الكبرى ومنتجو الليثيوم بضح أكثر من مليار دولار استثمارات في صناعة الليثيوم.

واستثمرت شركة جنرال موتورز بمفردها 650 مليون دولار في إحدى الشركات الأمريكية العاملة في صناعة الليثيوم، والمتوقع أن يستمر هذا الاتجاه نظرا إلى سعي الشركات لحماية وصولها إلى المواد الخام الضرورية لصناعة البطاريات.

وبدوره، قال لـ”وكالات” لويز دوسيت المحللة المالية في بورصة لندن للمعادن: “تاريخيا أسعار أسهم الليثيوم متقلبة على المدى القصير بسبب عوامل مختلفة”.

وأشار إلى أن الليثيوم سلعة متخصصة تنتج بكميات محدودة، ما يجعل انقطاع العرض عاملا مهما في تقلبات الأسعار، والتغيرات في اتجاهات المستهلكين في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية والمركبات الكهربائية تؤثر بسرعة في الطلب والعرض.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع