مايو 20, 2024

تشرين- لمى سليمان:
على الرغم من أننا نعيش في بلد يعدّ زراعياً بالمقام الأول، فإنّ الإنتاج الزراعي على ما يبدو لم يعد يؤتي أُكله، ولذلك كان لا بدّ لبعض “أهل الزراعة” من الابتعاد عن عملهم الأصلي للالتحاق بالركب الاستثماري..آخذين بالحسبان أن المبالغ الواردة من الاستثمارات البعيدة كل البعد عن أصل الكار ستصب في مصلحة المزارع بحسب زعمهم. وعلى ما يبدو فإنّ أصدق مثال على الأمر هو الاتحاد العام للفلاحين الذي بدأ ينأى بنفسه عن “شغل الفلاحة” وهموم الفلاحين إلى استثمارات أكثر ربحاً وريعية، كالاستثمار في محطات الوقود ومعاصر الزيتون.
ومما لا شك فيه أن الاستثمار بما يقارب ١٤ محطة وقود في المحافظات سيكون مجزياً أكثر من مواسم متلاحقة، إذ تم منذ فترة ما يقارب السنتين عرض محطة “القدم” في دمشق في مزاد للاستثمار الخارجي بعد أن كانت متوقفة لفترة طويلة بسبب تدميرها من قبل الإرهابيين وضعف إمكانية إعادة تشغيلها من قبل الاتحاد، ليتم تأجيرها بمبلغ ٣٦٠ مليون ليرة وهي التي تحتوي على مغسل أيضاً يستخدم عادة لأغراض الاتحاد، إضافة إلى صهاريج بغرض الوصول إلى بعض المناطق النائية لتزويدها بالوقود.
أما عن معاصر الزيتون فسيتم الآن العمل على تزويد معصرة الشيخ بدر في طرطوس بخط إنتاج ثانٍ بغرض زيادة الإنتاج وسرعته.
وبحسب الزعم، فإنّ العمل على هذا الخط جاء تلبية لرغبة الفلاحين لكون معاصر الاتحاد تعمل بسعر التكلفة وهي أوفر من المعاصر الخاصة بكثير.
أما موظفو محطات الوقود والمعاصر فإنّ أغلبهم من موظفي الاتحاد وكانوا يعيّنون، سابقاً، بناء على اختصاصاتهم.
وبعد أن طرحنا سؤالاً محدداً على الاتحاد العام للفلاحين، يقول: لماذا اختار اتحاد الفلاحين استثمارات بعيدة عن اختصاصه، كاتحاد للفلاحين… ليذهب باتجاهات بعيدة نحو الاستثمارات السياحية واستثمارات محطات الوقود والمعاصر…؟
ليأتينا الرد بعد ما يقارب ٢٠ يوماً من السؤال بأن كلَّ من في الاتحاد من إدارات وأعضاء غارقون في العمل حتى “شوشتهم” مع الفلاحين وغير قادرين على الرد أبداً!
نعيد توجيه سؤالنا لمن يهمه الأمر، الأمر الزراعي وليس أمر اتحاد الفلاحين، فيجيب الخبير الزراعي أكرم عفيف، موضحاً لـ”تشرين”: ما يحصل الآن هو إقرار صريح بفشل الإنتاج الزراعي من ناحية ومن ناحية أخرى فإنّ ابتعادهم عن العملية الإنتاجية لكونها عملية معقدة ما بين اختيار للأرض وللصنف والزراعة والري والرش وانتظار الموسم، بعكس العمل في استثمار محطات الوقود فهو سريع ومربح.
إضافة إلى أنّ العمل بالإنتاج الزراعي محفوف بالمخاطر وأكبرها الخسارة وبخاصة بعد عمليات التسعير الحالية، التي أخرجت الكثير من المحاصيل كالشوندر والقطن وغيرهما من الزراعة، وهو ما لا نراه في استثمار المحطات والمعاصر السريع والمربح وبلا مخاطر.
ويؤخذ على الجمعيات الفلاحية، كما يؤكد عفيف، الفوائد الباهظة مقارنة بالخدمات المقدمة للفلاحين الذين يعانون الأمرّين للبحث عن السماد والبذار والمحروقات.

انشر الموضوع