مايو 20, 2024

فراس اللباد: الهيئة السورية للإعلام
اللجوء إلى فرنسا أصبح هدف الكثير من طالبي اللجوء، حيث أعلنت الحكومة الفرنسية عن زيادة أعداد من تقدموا بطلبات لجوء إليها منذ بداية العام 2016، وحتى نهاية شهر أيار، رغم التشديد على حدود الاتحاد الأوروبي، ورغم أن فرنسا ليست دولة مفضلة للاجئين.
“محمد خير الله”، لاجئ سوري في فرنسا، قال في حديث للهيئة السورية للإعلام إن “هناك مصاعب كبيرة يواجهها اللاجئون السوريون في فرنسا بالنسبة لتعلم اللغة، و الحقيقة هذه هي العقبة الأكبر أمامهم لتحقيق عملية الإندماج في المجتمع الفرنسي” .
وتابع “خير الله “ “إن الجهات المعنية في فرنسا غير متعاونة بشكل فعال مع اللاجئين في قضية تعليم اللغة الفرنسية، إذ أنها لم تبادر لوضعهم في برامج إلزامية وسريعة على غرار ما تقوم به دول مثل ألمانيا والسويد، بالرغم من أن عدد اللاجئين هناك يفوق عددهم في فرنسا عشرات الأضعاف” .
ولفت “خير الله” إلى أن “هذا الإهمال دفع اللاجئ السوري للبحث بنفسه عن دورات مجانية أو البحث عن القبول في المنح الجامعية والتي يصعب الحصول عليها لشخص لا يجيد اللغة الفرنسية، كما أن الكثير من اللاجئين اضطروا للتسجيل في معاهد خاصة وعلى نفقتهم مما زاد في أعباء اللجوء”.
من جهته، قال اللاجئ “داني الزين“ إن “مسألة اندماج اللاجئ في المجتمع الأوربي تعد من المسائل الشائكة والمعقدة إذ تتداخل فيها مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية، ولعل من أبرزها القدرة على التحصيل اللغوي والعلمي، وإمكانية الوصول إلى سوق العمل كمقدمة أولية لتحقيق الاستقرار المهني، وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية تمنح اللاجئ المقيم على أراضيها حقوقاً اجتماعية شبه متساوية مع تلك الممنوحة لمواطنيها، وبشكل خاص الحقوق المتعلقة بالتعليم والعمل، إلا أن تلك الحقوق تبقى ضمن الإطار النظري، ولا تجد طريقها إلى التطبيق العملي بسهولة”.
وأضاف “الزين“ أنه “سرعان ما يصطدم اللاجئ ليس فقط بعائق اللغة في البلد المستقبل، وإنما بالبنية المعرفية والثقافية للمجتمع الجديد وما يترتب عليها من اختلاف لنظم التعليم والعمل، وتختلف عملية اندماج اللاجئ في المجتمع الأوربي من فرد إلى آخر إذ أن الظروف الذاتية للفرد هي العامل الحاسم في ذلك، فسن الفرد ومساره المهني وقابليته للتكيف هي عوامل محورية في أي عملية اندماج”.
وأوضح “الزين” أن “الشاب اليافع أكثر قابلية للتعلم والعمل في بلدان اللجوء، ولكن هذه القابلية تتلاشى عند كبار السن، فليس من السهولة أن يعود اللاجئ إلى مقاعد الدراسة التي كان قد غادرها منذ سنوات طويلة، و خاصة لو وجد نفسه مضطراً للعودة إليها لتقويم وضعه المهني، من هنا تبدأ لعنة اللجوء بالتجسد على شكل نوائب تتراكم يوماً بعد يوم ليس أولها التهميش والإقصاء والعزلة، وليس آخرها اليأس والبؤس والاكتئاب”.
أما اللاجئ “ه – س”، والذي فضل عدم ذكر اسمه، وهو من حملة شهادة الدكتوراة في التاريخ، قال “لو كنت أعلم ما سيؤول إليه مصيري ما كنت تعلمت وسعيت وكافحت، بل كنت تركت مقاعد الدراسة منذ الصف السادس الابتدائي”، مضيفاً “بعد أن كنت أستاذاً في المدرسة و من ثم في الجامعة، أصبحت الآن أتعلم اللغة من أولادي الصغار، وأصبحت على هامش الحياة أعيش مع العاطلين عن العمل أنتظر مساعدة الدولة في فرنسا، شأني في ذلك شأن من أضاع حياته في اللهو واللعب، كيف أستطيع أن أُدرّس في فرنسا وأنا لا أعرف اللغة الفرنسية”.
وتابع: “إن هذه البلد جردتني من كل أدواتي .. جردتني من شهاداتي الغير معترف بها .. من لساني فأنا غير ناطق بلغتها .. من جواز سفري.. ومن أملي .. لم أحصد في بلاد اللجوء إلا المرارة و اليأس”.
لم يكن هذا سوى جانب من الواقع المؤلم في فرنسا، حيث لا مجال هنا لسرد الجوانب الأخرى المتعلقة باختلاف القيم والعادات والتقاليد، ولا مجال أيضاً لسرد تفاصيل الاغتراب القسري، فضلاً عن المخاوف المتعلقة بضياع الهوية وفقدانها إلى الأبد.
اقرا:
     اللاجئون السوريون ورحلة التكيف مع المجتمع الأمريكي


المصدر: (بين الدراسة والعمل) ازدياد قلق اللاجئين السوريين على مستقبلهم في فرنسا

انشر الموضوع