مايو 19, 2024

حلب- رحاب الإبراهيم: 

تصدّرت محافظة حلب العام الفائت بنسبة متقاربة مع مدينة حماة المرتبة الأولى في إنتاج وتسويق محصول القمح، ويتوقع أن تحتل الموقع ذاته، وإن سجل العام الحالي تراجعاً محدوداً بسبب تسعيرة القمح غير المنصفة في الموسم السابق، حيث أدى ذلك إلى توجه الفلاحين إلى زراعات أكثر إنتاجية كالكمون.

ورغم هذا الواقع، بيّن مدير زراعة حلب المهندس رضوان حرصوني لـ”تشرين” أن محصول القمح يعد مبشراً، وخاصة عند الأخذ بعين الاعتبار الهطولات المطرية الجيدة وتوزعها وأوقات هطولها، بحيث تساقطت في توقيتها الصحيح وبنسب متوازنة في كافة المناطق، وهذا لا شك سيترك أثره الإيجابي على الإنتاج، علماً أنه تمت زراعة 95 ألف هكتار من هذا المحصول، منها 75 ألف هكتار مروي و20 ألف هكتار بعل.

الدعم أفضل

وتوقع حرصوني ألا يكون إنتاج القمح أفضل من العام الفائت رغم أن الدعم الحكومي كان أفضل هذا العام، فالحكومة قدمت كل مستلزمات زراعة المحاصيل الشتوية، وخاصة القمح من المازوت الزراعي المدعوم والبذار والأسمدة، الذي أعطى الفلاحين كمية إضافية بمقدار 10% من الاحتياج الفعلي، كما أن الأتمتة ساعدت في توزيع المازوت الزراعي، الذي سيقدم للفلاحين في مرحلة الحصاد خلال الفترة القادمة بسعر ٨ آلاف ليرة.

تسعيرة جيدة

وأكد حرصوني أن تسعيرة القمح جيدة وتشجع الفلاحين على زراعة أراضيهم بهذا المحصول وتسليمه إلى مؤسسات الدولة، وتحديداً المؤسسة العامة للحبوب التي أكدت استعدادها لاستلام كل حبة قمح مع تقديم كل التسهيلات المطلوبة، وخاصة تأمين أكياس الخيش ومنح الفلاحين مستحقاتهم في أسرع وقت، حيث سيكون هناك استنفار كامل من كافة الجهات المعنية لتحقيق هذه الغاية الهامة، المتعلقة بالأمن الغذائي.

غرفة عمليات عليا

يخشى الفلاحون تكرار مأساة حرائق محصول القمح، و يطالبون بتأمين وسائل تمنع خسارة موسمهم، وهنا نسأل مدير زراعة حلب عن الإجراءات المتخذة لتجنب الحرائق ومنع حصولها، ليؤكد أن اللجنة الزراعية الفرعية اجتمعت من أجل هذا الأمر المهم، وبناء عليه شكلت غرفة عمليات عليا لمكافحة الحرائق والتنسيق والتعاون مع كافة الجهات لتفادي وقوعها والحد من خسائرها في حال حصولها، مع تخصيص 34 صهريجاً ستوزع على مناطق الأرياف، إضافة إلى رقم مجاني للإبلاغ عن أي حريق والمسارعة إلى إطفائه فوراً.

تحسين جودة البذار

فلاحون من ريف حلب التقتهم “تشرين” اعتبروا أن محصول القمح يعد جيداً، وكذلك التسعيرة، مع مطالبتهم برفعها أو إضافة مكافأة للفلاحين لتشجيعهم على الاستمرار في زراعة هذا المحصول الإستراتيجي، وهو أمر أكده رئيس الجمعية الفلاحية في كويرس “قرية عين الجماجمة” محمد جلال العلي، الذي طالب باسم الفلاحين بضرورة تأمين مستلزمات تسويق المحصول من أكياس الخيش وآليات لنقله وحصادات، وسيارات إطفاء لمنع حصول الحرائق والتقليل من خسائر الفلاحين، الذين كانوا يعتمدون على العمل الشعبي عبر المناوبات تجنباً لحصول أي حريق والمبادرة إلى إطفائه كحل إسعافي وحماية محصولهم، لذا المطلوب هذا الموسم تأمين سيارات إطفاء بدل الجرارات.

وشدد العلي على ضرورة العمل لتحسين إنتاجية بذار القمح وغربلته بشكل جيد بغية تحسين مردوديته وإنتاجيته، مع إيجاد حل جذري لمشكلة نقص المياه بعد تضرر الأقنية خلال سنوات الحرب، علماً أنه يعمل حالياً على تجربة الري عبر المصاطب تمهيداً لتطبيق هذه التجربة على بقية المحاصيل.

ت- صهيب عمراية

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع