يونيو 26, 2024

ذا هيل- ترجمة محمود محمد العبي: السوري الجديد
حالياً يضغط النواب من أجل خيار عسكري أمريكي للمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية السورية  (ما يسمى بـ “الخطة ب”)، بينما تتعثر الجهود الدبلوماسية لإدارة أوباما مع روسيا.
يزداد الإحباط في الكونغرس بعد أن انهار وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم التفاوض عليه في 9 سبتمبر/أيلول بين الولايات المتحدة وروسيا، ونتيجة لذلك شن النظام السوري- بدعم من القوات الجوية الروسية- هجوماً جديداً على مدينة حلب، مما خلف مئات القتلى من المدنيين.
وقال السناتور جين شاهين – في الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ ولجنة العلاقات الخارجية – لموقع الهيل يوم الثلاثاء: “بالتأكيد أعتقد أنه ينبغي علينا النظر في خيارات أخرى  ربما نضطر إلى اتخاذها في سوريا، والتي من شأنها أن تغير الديناميكية وتجبر روسيا على الاعتراف بأنه من المهم بالنسبة لهم أن يعودوا للانخراط في الحل في سوريا”.
وتقول الإدارة: تبقى الاستراتيجية لإنهاء الحرب عبر الوسائل الدبلوماسية، لكنها تصرّ على إبقاء الخيارات العسكرية على الطاولة.
وهنا توجد أربعة خيارات يمكن للإدارة أخذها بالحسبان:
منطقة حظر جوي:
يمكن للجيش الأمريكي – جنباً إلى جنب مع شركاء آخرين – فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، أو جزء كبير منها. ما يعني أنه ليس بإمكان أي طائرة في المنطقة الطيران من دون إذن، أو تتعرض لخطر إسقاطها إذا حاولت الطيران.
ولكن يتطلب فرض منطقة حظر طيران أو منطقة آمنة عدداً من الطائرات المراقبة وإجراء دوريات جوية، وإعادة التزوّد بالوقود والبحث وعمليات الإنقاذ، وإزالة التهديدات أو مصادر الخطر، وقد تعني منطقة حظر الطيران أيضاً بشكل استباقي إخراج أنظمة الدفاع الجوي للنظام السوري التي يمكن أن تشكل تهديدات محتملة مثل أنظمة صواريخ أرض- جو.
وقال الجنرال المتقاعد في سلاح الجو رالف جوديس، والذي شغل منصب القائد الجوي لعملية حلف الناتو في ليبيا في2011: “يمكن إنجاز ذلك بأربعة أو  ربما 40طائرة، وهذا يعتمد على الحجم، ويعتمد على التهديد المحتمل”.
ويقول منتقدو إنشاء منطقة حظر جوي بأنها تحتاج إلى تكثيف الموارد، ولكن ذلك سيبطّئ الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ويقولون أيضاً أنها يمكن أن تعرض الولايات المتحدة لحرب مع روسيا أو سوريا؛ فيما إذا انتهكوا منطقة حظر الطيران، ما يؤدي للمواجهة.
ولكن مؤيدي تلك المنطقة يقولون أن روسيا لن تجازف بحرب مع الولايات المتحدة، وأن فرض منطقة حظر الطيران أفضل من الوضع الحالي، حيث يقصف كل من النظام السوري والقوات الروسية بشكل عشوائي.
مناطق آمنة
يمكن أيضاً للجيش الأمريكي فرض منطقة آمنة محددة يمكن للمدنيين الاحتماء بها من التهديدات العسكرية. ويمكن أن تساعد على التخفيف من تدفق اللاجئين السوريين للدول المجاورة وأوروبا.
ويوصي المتقاعد الجنرال جاك كين- رئيس مجلس الإدارة في معهد دراسات الحرب ونائب سابق لرئيس الأركان- بتشكيل منطقتين آمنتين منفصلتين للنازحين السوريين بالقرب من الحدود التركية والأردنية في سوريا.
وأطلع جاك كين موقع (ذا هيل) أنه يمكن حماية المناطق على الأرض عبر تحالف دولي من المنطقة، وربما بعض من قوات الناتو، وكذلك يمكن حمايتها من الجو عن طريق أنظمة صواريخ باتريوت الأمريكية في الأردن وتركيا. وأضاف أن “المناطق الآمنة ستكون مناطق حظر طيران”
يوم الأربعاء، قال ديفيد بترايوس، مدير وكالة المخابرات المركزية السابق والرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية: “لم يفت الأوان بعد لمناطق حظر جوي أو مناطق آمنة”
وقال “تشارلي روز” في برنامج تلفزيوني: “يمكنك أن تفعل ذلك، وهذا واضح جداً، ويمكن انجازه بسرعة للغاية، كما لا يتطلب منك الدخول لمجالهم الجوي، بل يمكن فعل ذلك بصواريخ كروز، وصواريخ من الجو والبحر… إلخ”.
ويقول منتقدو الفكرة بأن المنطقة الآمنة تتطلب الكثير من مصادر الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع للكشف عن الانتهاكات، وقوات برية لحماية المنطقة. لكن بتريوس قال أن لدى الولايات المتحدة الآن قوات محلية على الأرض يمكنها مراقبة المناطق الآمنة.
وفي مقابلة في وقت سابق من هذا العام، أعرب ميشيل فلورنوي- الذي من المتوقع أن يكون وزير الدفاع في حال انتخاب هيلاري كلينتون رئيساً للولايات المتحدة- عن تأييده لفكرة “مناطق حظر القنابل”.
استهداف سلاح جو الأسد
وثمة خيار آخر محتمل إلا وهو ضرب سلاح الجو للرئيس السوري بشار الأسد.
حيث قال الجنرال المتقاعد ديفيد ديبتولا، عميد معهد ميتشل لدراسات الفضاء، أن هذا الخيار سيكون الأسهل؛ لأنه أرخص وسيلة لإيقاف قصف المدنيين في سوريا. يضيف ديبتولا: “ستكون أبسط طريقة وأقل تكلفة والأكثر مباشرة لتحييد تلك القدرة  في سوريا … ويمكن أن يتم ذلك بسرعة جداً”.
وأضاف أن “إسقاط القوة الجوية للأسد ستستهلك موارد أقل بكثير من تنفيذ منطقة حظر الطيران، ويمكن أن يتم ذلك خلال 24 ساعة. مؤكداً أن هذا الخيار يجنب “إجراءات الحرب” ضد سوريا – الشيء الذي أرادت الإدارة تجنبه حتى الآن،
بالمحصلة حدد الجيش الأمريكي عدداً من الأهداف العسكرية السورية بغية ضربها، عندما أعدت لتوجيه ضربات بعد استخدم النظام للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في الغوطة في عام 2013. ولكن في نهاية المطاف ألغى الرئيس أوباما تلك الضربات”
أسلحة جديدة للثوار
ثمة خيار آخر يمكن من خلاله تزويد الثوار الذين يقاتلون النظام بأنظمة مضادة للطائرات  يمكن أن تساعدهم على إسقاط الطائرات الروسية وطائرات النظام، وخاصة طائرات الهليكوبتر العسكرية التي تلقي البراميل المتفجرة.
ويمكن أن تشمل تلك الأسلحة أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف؛ صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف، والتي تمنع الولايات المتحدة تزويدها للثوار حالياً.
يمكن للولايات المتحدة استخدام نفس العملية التي تستخدمها الآن مع جماعات الثوار السوريين الموثوق بهم في والذي تم إطار برنامج سري لصواريخ (التاو) المضادة للدبابات. وقال كين: ذلك البرنامج “كان له تأثير إيجابي”.
ولكن كان لدى إدارة أوباما مخاوف من أن تقع الأسلحة المضادة للطائرات في أيدي الإرهابيين، حيث سيتم تهريبها إلى الولايات المتحدة أو استخدامها ضد الأصول الجوية الأمريكية.
ومع ذلك، يقول أنصار توريد منظومات الدفاع الجوي المحمولة أن استخدامها يمكن أن يكون مؤّمناَ، ويشبه إلى حد كبير برنامج صواريخ التاو.
يضيف كين “يمكن تزويد الأسلحة المضادة للطائرات عبر الولايات المتحدة وكذلك الحلفا، لا تزال هذه محاولة جديرة بالاهتمام في محاولة لعكس الزخم ضد نظام الأسدلفرض حل سياسي، وهو أمر غير ممكن الآن في ظل الجمود الحالي”.
كما ذكرت وكالة رويترز مؤخراً أن حلفاء الولايات المتحدة في الخليج يفكّرون في تزويد الثوار المناهضين للنظام بمنظومات الدفاع الجوي المحمولة، وأيضاً عَبّرَ رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين عن دعمه لذلك. حيث قال ماكين لموقع (ذا هيل) يوم الأربعاء: “لقد حان الوقت”.
اقرا:
وزارة الخارجية: أمريكا تدرس خيارات دبلوماسية وعسكرية وخيارات أخرى بشأن سوريا



المصدر: ذا هيل: أربعة خيارات عسكرية أمام أوباما في سوريا

انشر الموضوع