مايو 19, 2024

عبدالجليل السعيد : كلنا شركاء
تعالوا أيها القرّاء الكرام لنتفق على كلمة سواء قبل الدخول إلى مضمون هذه المقالة أو الخوض في تفاصيلها ، وأولى مفردات هذه الكلمة السواء ” أن السوريين بعيدون عن كل البعد عما يطبخ لهم من حلول ، أو ما يرتب لهم من فصول تثير الدهشة أحياناً والفضول ” و ثاني تلك المفردات ” أن السوريين يُختار لهم ولا يختارون ” و ثالثها ” أن العالم عن نكبتنا مشغول ، ومن المؤكد أن التعاطي مع الملف السوري عربياً بات من باب التصريحات فقط ، و إقليمياً من بال المصالح ، ودولياً من باب ” فض العتب ” وتخريج القيود السياسية “
وعند الخوض في غمار العصف الذهني السياسي الراهن بما يخص ثورتنا كسوريين نجد ” تركيا ” تبشرنا بتطورات ” جميلة ” بحسب ما ردده رئيس وزرائه ” بن علي يلدرم ” في الأيام الماضية ، و أكد الرجل في الوقت نفسه قبول ” أنقرة ” ببقاء ” الأسد ” لفترة محدودة في الحكم إذا كانت نهاية مطاف الحل السياسي تُفضي إلى رحيله ، و على منواله نسج وزير خارجيته ” جاويش أوغلو ” الذي ذكر ” الولايات المتحدة ” بوعدها لـ ” تركيا ” بمغادرة ” قوات سورية الديمقراطية ” بعد تحرير المدينة الإسترتيجية ” منبج ” من براثن ” داعش ” ، ولا يفوتنا ذكر مجمل نتائج زيارة الرئيس التركي ” أردوغان ” مؤخراً لـ ” روسيا ” حين خصص للحديث عّن سوريا جلسة مطولة مع الرئيس الروسي ” فلاديمير بوتين “
لكن بدون أدنى شك حضرت وبشدة تصريحات تركية مرحبة بدور إيراني في سوريا بالتوازي مع زيارات متتالية لوزيري خارجية البلدين إلى أنقرة وطهران ، وهنا لا بد لنا أن نتوقف عند هذا الدور الإيراني الوالغ في الدم السوري بفضل ميلشيات طائفية إرهابية مجرمة من ( لبنان و العراق وإيران وأفغانستان وغيرها ) ، وتعود بِنَا الذاكرة إلى جنيف ٢ عام ٢٠١٤ حين استجاب المجتمع الدولي لطلب رئيس الإئتلاف الأسبق الأستاذ ” أحمد الجربا ” بضرورة عدم جلوس ممثل عن نظام الملالي على طاولة التفاوض المفضي للسلام ، لأن إيران بنظر السوريين دولة تُمارس الإرهاب بمختلف صنوفه وأشكاله في سوريا ، وعليه فإن ” شمس الحل السوري لن تشرق من عمامة الولي الفقيه ” الملطخة بدماء أطفال سوريا وشيوخها ونساءها
أما مصر وعلى لسان الرئيس ” عبدالفتاح السيسي ” فقد أعلنت قبل يومين أن محددات الرؤية المصرية المقاربة للحل في سوريا تتضمن الآتي : إحترام إرادة الشعب السوري التي تقتضي رحيل هذا النظام ، و وحدة أراضي سوريا، و نزع سلاح الميلشيات المتطرفة والجماعات الإرهابية بمختلف صنوفها ” داعش – النصرة – حزب الله – وغيرها ” ، و دعم الحل السياسي ، و تفعيل مؤسسات الدولة السورية ، وإعادة الإعمار ، وهذه الرؤية المصرية على الرغم من شموليتها و بعدها عن التفاصيل إلا أنها منطقية من حيث الواقع ، وتحظى بقبول دولي و إقليمي و وطني ، لأنها بالمحصلة رؤية عربية خالصة تتناسب مع الرؤية الخليجية ، وتؤسس لقاعدة سياسية من الممكن البناء عليها ككل من أجل إيجاد حل سريع وعاجل في بلدنا .



المصدر: عبدالجليل السعيد : شمس الحل السوري لن تشرق من طهران

انشر الموضوع