يونيو 26, 2024

مارغريت ونيتي-غلوب أند ميل: ترجمة مركز الشرق العربي
لدى جايمس مانسون واحدة  من قصص اللاجئين التي تجعل دقات قلبك تتسارع. إنه ينتمي إلى جماعة خاصة في أوتاوا التي تدعم أسرة سورية. الشتاء الماضي، طلب منه أن يتأكد أن لدى الأطفال زلاجات للتزلج وعصي للهوكي. وقد أمن لهم الزلاجات والعصي وأخذهم للتزلج في القناة. أولى كلماتهم في اللغة الانجليزية كانت:” إنه يضرب أنه يسجل”.
كما لو كانت الأمور بتلك البساطة.
كندا تساعد بوصفها نموذجا للعالم بالترحيب الدافئ باللاجئين السوريين. يتعجب الناس بأن الكنديين يطالبون برعاية أسر اللاجئين. في كندا، يشتكي الناس أنهم لم يستقبلوا ما يكفي من اللاجئين، وأننا استقبلنا عددا قليلا منهم، والجهات الراعية لا زالت تنتظر.
إننا أناس طيبون. ولكن من المبكر جدا الاحتفال بالذات حاليا. على امتداد كندا، يتجه اللاجئون إلى بنوك الطعام لأنهم لا يستطيعون تغطية نفقاتهم. وجد بنك تورنتو اليومي للخبز أنه يتبقى للأسر السورية أقل من 400 دولار في الشهر بعد دفع الإيجارات. في مونتريال، حوالي 2000 لاجئ يعتمدون على مويسون مونتريال، وهو أكبر بنك للطعام في البلاد. في وينيبيغ، صرحت ياسمين علي، التي تدير أحدث بنك للطعام في المدينة للسي بي سي:” إن الأمر مجهد لهم لأنني أعتقد أنهم لا يتوقعون ذلك”. 
للإنصاف، فإن الحكومة الفدرالية في مأزق. لأن قدرتها على الدعم محدودة في المحافظات. وإذا كان اللاجئون سوف يحصلون على معاملة أفضل من الكنديين فإن الكنديين سوف يتذمرون.
لدى كندا شبكة متينة من وكالات الخدمة الاجتماعية. ولكن أي منها لم يكن مستعدا لطوفان اللاجئين، كما أنهم لم يحصلوا على المزيد من التمويل للتعامل معه. في 2014، أعادت كندا توطين حوالي 13500 لاجئ؛ وهذا العام فإن العدد المتوقع من جميع أنحاء دول العالم سوف يصل إلى أكثر من 50000. التدريب على اللغة، والمترجمين وحالات الصدمة النفسية والرعاية الصحية جميعهم في حالة عجز. لا يمكن للاجئين أن يجدوا عملا حتى يتعلموا اللغة الإنجليزية (أو الفرنسية في كيبك)، ولكن بعض مدارس اللغة أصبحت لا تملك الأموال لتلبية الطلب المتزايد.
قال لي السيد مونسون، الذي يرأس اللجنة الدائمة في مجلس الشيوخ لحقوق الإنسان:” إننا بحاجة إلى ما هو أكثر من الحب”. تقوم لجنته بمراقبة برنامج اللاجئين. على أقل تقدير، فإن لدى اللجنة الكثير من الآلام المتزايدة. رؤيته، أن علينا أن نكون حذرين حيال تصدير النموذج الكندي في حين لم نستطع حتى الآن معرفة كيفية التعامل مع اللاجئين.
فوق كل ذلك، فإن نمو التعامل مع طلبات اللاجئين الجدد في تباطؤ. في حين تنتظر العائلات بحالة من التأمل في الخارج، فإن جماعات الدعم تشعر بسأم من بيروقراطية إجراءات الهجرة البطيئة.
ينتمي جون برايان إلى مجموعة ترنتو التي وافقت على دعم أسرة سورية تعيش حاليا في السعودية. لقد شكلوا سندا قويا. وحتى أنهم رتبوا إرسال أحد الأبناء الذي يدرس الهندسة إلى جامعة يورك. ولكنهم وجدوا فجأة أن ملف الأسرة لن يعالج حتى ثلاث سنوات أو أكثر منذ الآن. لماذا؟ ربما بسبب نقص الموارد، أو ربما بسبب التجهيزات اللوجستية البيروقراطية. مهما كان الأمر، فقد أخبرني:” بأن الحكومة قدمت التزاما لا يمكن لها الوفاء به”.
مجموعات الدعم الخاصة تقوم بما هو أفضل من المجموعات التي تدعمها الحكومة، ويعود ذلك في جزء مهه إلى أن لديهم شبكة أفضل من الدعم. ولكن كلا الجماعتين، لن يتبقى معهما مال بعد عام. ما الذي سوف يحدث بعد ذلك؟
يعتمد الجواب على التوظيف. والمؤشرات الأولى جيدة جدا. قال أحد العاملين في مجال التوطين لصحيفة هوفنغتون بوست:” بصورة أساسية، لا يمكن إحالتهم إلى أي رب عمل لأنهم لا يملكون مهارات الاتصال الأولية”. أيضا القليل من اللاجئين السوريين متعلمين تعليما عاليا. (وجدت إحدى الدراسات في هاملتون بأن ثلثي اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 وأعلى لديهم شهادة تعليم عالية أو أقل). وفي بعض أجزاء كندا، خاصة في ألبيرتا، فإن سوق العمل مضطرب.
يقول مونسون:” آخر ما يريده أي شخص هو أن يتحول أشخاص من برنامج رعاية حكومية إلى واحدة من برامج الرعاية الخاصة بالمحافظات”. ولكن عددا لا بأس به سوف يفعل ذلك.
لا يتوقع أحد بأن القادمين الجدد سوف يحققوا الاكتفاء الذاتي على الفور. وليس هذا سبب استضافتنا لهم. لقد استضفناهم لأن لدينا واجبات أخلاقية للتخفيف من معاناة الأشخاص الذي نجو من كارثة إنسانية لا توصف. نحن مدينون لهم –ولأنفسنا- بأن نقدم لهم أفضل دعم يمكننا أن نقوم به، وأن نكون واقعيين حيال ما يمكن أن نقوم به وما يمكن أن نتوقعه.
سوف يكون من الغباء أن نفتح الباب بصورة أوسع (كما يعتقد بعض الناس أن علينا أن نفعل) في حين أن العديد من القادمين الجدد يكافحون لتأمين مشترياتهم. سوف يكون من الذكاء أن نتذكر أن التكامل بحاجة إلى أكثر من جيل. وهو الأمر الذي لم تنجح فيه جميع الجماعات المهاجرة على حد سواء، بغض النظر عن كم المساعدة الذي حصلت عليه لتحقيق ذلك.
لقد ازدهر جيل الفيتناميين الذين جاءوا على متن القوارب إلى كندا. كيف سوف يكون أداء السوريين في ذلك؟ سوف نرى ذلك خلال 20 إلى 30 سنة. في هذه الأثناء، علينا أن لا نقلل من شأن التحدي الماثل.
اقرا:
     لاجئ سوري ينقذ حفل زفاف في كندا



المصدر: غلوب أند ميل: اللاجئون السوريون في كندا.. الرومانسية والواقع

انشر الموضوع