في مضايا… يمان خرج للعلاج وعائلته بأكملها بقيت تحت الحجر الصحي

عبد الوهاب أحمد: كلنا شركاء
منذ ما يقارب الأسبوعين تم إخراج الطفل يمان عز الدين من بلدة مضايا التي يحاصرها (حزب الله) إلى مستشفيات دمشق لتلقي العلاج نتيجة إصابته بالتهاب السحايا، باتفاق ما بين المفاوض الإيراني و جيش الفتح وتم بموجبه خروج 36 حالة انسانية من بلدتي مضايا والفوعة.
بيان عز الدين الشقيقة الكبيرة ليمان والبالغة من العمر 12 عاما، بدأت حرارتها بالارتفاع و ظهور أعراض المرض عليها من وجع في الرقبة و الرأس و المفاصل بالإضافة إلى وهن شديد منذ ما يقارب الأسبوعين، تم تقديم رعاية طبية لها عن طريق الاطباء و الممرضين الموجودين في البلدة، وبسبب ضعف الإمكانيات، الموجودة، بقيت الطفلة بيان منذ سبعة أيام بلا طعام ويتم تغذيتها إما عن طريق السيرومات الوريدية أو عن طريق أنبوب التغذية القسرية، بسبب عدم قدرتها على الطعام.
شقيقتها الصغرى سنا تعاني هي الأخرى من ارتفاع حرارة بعد الفحص السريري و التحاليل الأولية تبين أنها تعاني من التهاب سحايا في مرحلته الأولى.
الأم خولة البالغة من العمر 34 عام تعاني هي أيضا من نفس المرض، حيث انتقلت لها العدوى عن طريق اولادها، وتناشد اليوم المنظمات العالمية عامة و منظمتي الامم المتحدة و الصليب الأحمر الدولية لانقاذ حياتها و حياة أولادها.
تقول خولة لـ “كلنا شركاء”: لا أستطيع الصمود أكثر امام بناتي و هن يمتن أمام عيناي، وأنا عاجزة عن تقديم اي شيء خصوصاً وأنني أصبحت طريحة الفراش لا أقوى حتى على خدمتهم أو تقديم أي رعاية لهم.
وتضيف السيدة خولة “عند ما تعرض ابني يمان لنفس المرض تم اخلائه بعد أن عانى لأكثر من أربعة أسابيع، لا أريد لبانتي ان يعانوا أكثر من ذلك، وليس من المعقول أن ننتظر انتشار مرض التهاب السحايا في الفوعة و بعدها يتم اخلاء مصابين من هناك و مقابلهم من مضايا”.
“ابو الفوارس” مندوب منظمة اطباء بلا حدود عن منطقة الزبداني والمشرف على علاج العائلة قال بدوره لـ “لكلنا شركاء” إن انهيار نظام الهرم الغذائي أدى إلى نقص مناعة شديد و خصوصاً عند الأطفال، الأمر الذي ساهم في تحول أي مرض منشأه جرثومي إلى وباء بكل ما تحويه الكلمة من معنى.
وأوضح أنه في حالة هذه العائلة، عانى يمان في البداية من التهاب في الأذن الوسطى تطور لاحقاً إلى التهاب سحايا، الدليل الواضح على انهيار مناعة الجسم، وشقيقته بيان ووالدته في البداية. وبحسب التحاليل التي أجريت لهم كانت مشكلتهم محصورة في التهاب امعاء وتطور لاحقا إلى التهاب سحايا لتبدأ علاماته بالظهور على شكل تصلب نقرة ومشاهدة نقاط سوداء غير موجودة تشاهد على شكل ذباب طائر لدى المرضى، ما استدعى تغطية ثلاثية على أساس وجود التهاب سحايا.
ويضيف “أبو الفوارس” أيضاً: وجدنا صعوبة كبيرة في وضع خطة للتشخيص الدقيق في البداية بسبب ضعف القدرة المخبرية و تم التأكد انه التهاب سحايا بعد ظهور كافة الأعراض والعلامات، مشيراً إلى المعاناة الكبيرة في تأمين الدواء الازم للمحافظة على استقرار حالة مرضى السحايا خصوصاً في ظل مشارفة الدواء الموجود لدى الهيئة الطبية على النفاد.
منذ بداية شهر تموز وحتى مطلع شهر أيلول تم الكشف عن أكثر من 30 حالة تم علاج 6 عن طريق الاطباء والممرضين الموجودين في المنطقة وإخلاء حالتين فقط منهم عن طريق الهلال الاحمر والأمم المتحدة، ليبقى أكثر من 22 حالة داخل البلدة غالبيتهم من الأطفال و النساء، 10 منهم على الأقل بحاجة إلى الإخلاء الفوري لمشافي دمشق لتلقي العلاج بسبب ضعف الإمكانيات المتواجدة في البلدة.

اقرأ:
الهيئة الطبية في مضايا تناشد لإنقاذ أطفال البلدة من (التهاب السحايا)
إخلاء 18 حالةً مرضيةً حرجةً من مضايا إلى دمشق



المصدر: في مضايا… يمان خرج للعلاج وعائلته بأكملها بقيت تحت الحجر الصحي