يونيو 30, 2024

وكالة قاسيون-
يعيش النازحون الذين يتخذون من مخيم «الركبان» مسكناً لهم، وضعاً إنسانياً سيئاً، وسط تهديد السلطات الأردنية بإخلاء المخيم، وإعادتهم إلى داخل الأراضي السورية، حيثُ يمكن لمقاتلات النظام السوري استهدافهم وقتما أرادت، وهو ما يعرضهم لخطر الموت، إضافة لمنع السلطات الأردنية نقل الحالات المرضية الحرجة التي تحتاج العلاج بمعدات طبية متطورة إلى مستشفياتها، في ظل انقطاع الغذاء والماء والدواء عنهم.
ويقعُ مخيم «الركبان» للنازحين على الحدود السورية – الأردنية، من جهة البادية، ويبعد عن الشريط الحدودي مع الأردني نحو 7 كم، ويمكن الوصول إليه عبر المنطقة الوسطى، أو المنطقة الشرقية، حيث يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على أجزاء لا بأس منها من المنطقتين، مع أفضلية للمنطقة الأولى.
وتعود أسباب إغلاق السلطات الأردنية لحدودها مع مخيم «الركبان»، إلى تاريخ الـ21 من حزيران/ يونيو الفائت، عندما تبنى تنظيم الدولة عملية تفجير سيارة مفخخة، استهدف فيها نقطة لحرس الحدود الأردني، وذلك بعد نحو أسبوعين من تفجير مماثل، لكنه ضرب حينها مقراً أمنياً وسط العاصمة «عمان»، سارعت الأردنية على إثر التفجير الثاني لإعلان الحدود «منطقة عسكرية»، وتم محاصرة المخيم من كافة النواحي الإنسانية، التي يحتاجها النازحون من مختلف المدن السورية.
إحصائيات وأرقام:
وكالة «قاسيون» للأنباء، تواصلت مع مكتب المنسق العام لمخيم «الركبان» في مدينة «غازي عنتاب» التركية، والذي زودها بالتقارير الصادرة عن المنظمات الأممية، أو النشطاء الذين يقيمون داخل «الركبان».
ووفق ما اطلعت عليه «قاسيون» من التقارير، يقدر عدد سكان المخيم بـ74 ألف نازح، بينهم 20 ألف يعيشون في العراء بلا مأوى، بينهم 18 ألف امرأة، و14 ألف شابة من سن الـ13 وحتى الـ17، فيما يبلغ عدد الأطفال من سن الـ5 وحتى الـ10 نحو 13 ألف طفل، وما دون سن الخامسة 6,200 طفل، أما بالنسبة للرجال الذين يتجاوزون الـ60 من العمر، فوصل عددهم لستة آلاف رجل.
 أما فيما يتعلق بالمدن التي نزح منها سكان «الركبان»، فبدت متنوعة الاتجاهات والمناطق، إلا أن العدد الأكبر، حسب ما زودنا مكتب المنسق العام، كان من مدينة «تدمر» التي سيطر عليها تنظيم الدولة في الـ21 من أيار/ مايو 2015، قبل أن يستعيدها النظام السوري بدعم من الميليشيات الأجنبية، وغطاء جوي روسي مكثف في الـ27 من آذار/ مارس العام الحالي، وبلغ عددهم 12,500 نازح.
ويأتي ثانياً مدينة «القريتين» شرقي حمص، ويبلغ عدد النازحين منها 11 ألف نازح، ويليها ريف حلب حيث وصل عدد القادمين منه إلى «الركبان» 6,500 نازح، أما العدد الأصغر من النازحين فكان من قرية «الغنثر» وبلغ مائتي نازح.
وتوزع باقي النازحين لمخيم «الركبان» على مدن وقرى (السخنة، مهين، القصير، عقيربات، حوارين، دير الزور، الرقة، الضمير، جيرود، الرحيبة، منطقة جبال العمور، العليانية، مرهطان، الدوة، المحطة الثالثة، والكوم).
الوضع الإنساني في المخيم:
تقول التقارير التي اطلعت وكالة «قاسيون» إن النازحين يحصلون على مياه الشرب من إحدى الآبار المغلقة، وهو ما يعرضهم لمخاطر صحية، كون المياه لها لون، ورائحة، ومذاق سيء، وهي تكفي فقط للشرب، أي أنه في حال استعمالها للنظافة الشخصية، فأن النازحون سيفقدون مياه الشرب في وقت لاحق.
وفيما يتعلق بالأمراض التي يعاني منها سكان المخيم، تشير التقارير لوجود نوعين من الأمراض، الأول وهي الأمراض السارية، وضمت (الإسهال، اليرقان، وسوء التغذية)، أما الثانية فهي الأمراض المزمنة (السكري، الربو، الضغط، وفقر الدم).
ووفق الإحصائيات فأن عدد النسوة اللواتي أصبنّ بأمراض سوء التغذية وصل لألفي امرأة، فيما وصل عدد الأطفال ما دون سن الخامسة إلى ثلاثة آلاف طفل.
وتفرض السلطات الأردنية قيوداً على حرية التنقل لمعظم سكان المخيم، وهناك بعض الأسر لديها ما يكفي من مخزون الطعام لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتها، والبعض الآخر يملك إمكانية الوصول للأسواق، وهنا ننوه لأن أي نازح يقترب من السياج الفاصلة بين المخيم والأراضي الأردنية، لدى حرس الحدود الأردني صلاحية إطلاق النار، وكان سجل عدد من الوفيات ناجمة عن هذا السبب.
وتتنوع أنواع الإقامة لسكان المخيم، حيث تقول التقارير إن 45 ألف شخص يعيشون داخل خيم قماشية، ويقيم في غرف طينية 5 آلاف شخص، فيما بلغ عدد الذين يتخذون من العراء مأوى لهم 24 ألف شخص.
الواقع التعليمي والخدمي والصحي
في إطار الواقع التعليمي، ينشط في مخيم «الركبان» مدرسة واحدة، تعمل على تدريس 150 طفلاً، وهو ما يمثل نسبة 25% من الأطفال من سن السادسة وحتى سن السابعة عشرة، وذلك يعين تهديد نسبة 75% من الأطفال الذين يمثلون الفئة العمرية السابقة الخاضعة للإحصائية بخطر عدم التعليم، وانتشار الأمية بينهم، في ظل حركة النزوح التي تشهدها سوريا، منذ استخدام النظام السوري كافة أنواع الأسلحة ضد المناطق الخارجة عن سيطرته.
أما فيما يتعلق بالمنشآت الصحية، فيشرف على معالجة نازحي المخيم، نقطة طبية واحدة، تتضمن صيدلية، وطبيب خاص فقط، ما ينذر بكارثة إنسانية، في حال استمرارية إغلاق الحدود، والسماح بإدخال المساعدات الطبية والإنسانية للمخيم، وفق مزاجية السلطات الأردنية، التي تصر على إفراغ المخيم من سكانه.
ويعتمد السكان مصدراً لشرب المياه على خزانات منظمة «اليونيسيف»، ويبعد أقرب بئر مياه عن المخيم مسافة تتراوح بين الـ40 وحتى الـ50 كم، وحتى في حال تمكنوا من الوصول، فأن البئر يخضع لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما يشكل خطراً ثنائياً على حياة النازحين.
ويعتمد سكان المخيم مصدراً لدخلهم المالي ثلاثة أنواع، أولاً: الحوالات المالية التي يتم إرسالها عبر الأقارب من البلدان المجاورة، ودول الشتات السوري. ويأتي في المرتبة الثانية: المساعدات الإنسانية التي ترسلها المنظمات الأممية، والعاملة في الشأن الإغاثي، والجمعيات الأهلية. وأخيراً: الأعمال اليدوية والفنية التي يتقنها سكان المخيم، حيث تشكل نسبة النازحين من الريف والقرى النسبة الأعظم، وهم يجيدون العمل اليدوي جيداً.
  اجتماع مندوبي المخيم والسلطات الأردنية
نُظم في الـ28 من أيلول/ سبتمبر الفائت، لقاء جمع مندوبين عن مخيم «الركبان»، ومنظمة «اليونيسيف» والأمم المتحدة، و«أطباء بلا حدود» من طرف، وممثلين عن السلطات الأردنية، بينهم ضباط برتيه عميد، من طرف آخر.
وقال مصدر من مكتب المنسق العام للمخيم، إن الجانب الأردني اشترط إفراغ المخيم من النازحين، وخروجهم إلى الجانب السوري، من المنطقة التي تُصنف على أنها عسكرية، حتى يتم تأمين كافة مستلزمات النازحين في المخيم.
وفي حال وافق مندوبي المخيم على شروط السلطات الأردنية، فأن ذلك يعرضهم لمخاطر عديدة، إذ يمكن لتنظيم «الدولة الإسلامية» مهاجمة النازحين في حال خروجهم في أي وقت يريد، كما يُسمح للطيران الحربي التابع لسلاح الجو للنظام السوري أن يقصف تجمعات النازحين في أي وقت يريد، كونهم خارج النقطة العسكرية التي تؤمن لهم الحماية من تنظيم الدولة ومقاتلات النظام السوري، وتأتي المرتبة في أنه تسقط عنهم صفة الحماية الدولية، كونهم أصبحوا داخل الأراضي السورية.
اقرا:
     فور برس: مخيم الركبان الأردني للاجئين السوريين.. معاناة وألم وسط تجاهل دولي



المصدر: مخيم (الركبان) أمام الموت المحتم… 74 ألف نازح يواجهون خطر الترحيل

انشر الموضوع