مايو 19, 2024

على عكس التقارير التي نشرها أطباء في حلب، أكد أبو علي أن ابنه يبلغ من العمر 3 سنوات وليس 5 سنوات، وقد خرج عمران من المستشفى برفقة أخواته بعد أن تلقى العلاج اللازم

التلغراف :  التقرير
قبل دقائق قليلة من تغيير مسار حياتهم، كانت عائلة دقنيش متجمعة في غرفة الجلوس في محاولة للتمتع بقسط من الراحة، وكان أبو علي جالسًا على أريكة وبجانبه ابنه عمران، وكان ابنه الآخر وابنتيه في الطابق السفلي يلعبون، أما ابنه “علي” فكان يلعب أمام المنزل، حيث كان كل شيء طبيعيًا إلا أنهم سمعوا دوي انفجار بدا خلاله وكأن “عالمهم انفجر”.
كان أبو علي جالسًا أمام أنقاض منزله مجيبًا عن أسئلة صحيفة التلغراف ومحاولاً في الآن ذاته أن يفهم كيف أصبح ابنه رمزًا عالميًا، وطلب والد عمران أن يتم استعمال اسم “أبو علي” عوضًا عن اسمه الحقيقي خوفًا من أن يتمكن النظام السوري من التعرف عليه، وبالتالي قد يسعى إلى الانتقام من عائلته التي أصبحت دليلاً على الجرائم التي يتم ارتكابها ضد الشعب السوري وضد الأطفال بصفة خاصة.

وعلى عكس التقارير التي نشرها أطباء في حلب، أكد أبو علي أن ابنه يبلغ من العمر 3 سنوات وليس 5 سنوات، وقد خرج عمران من المستشفى برفقة أخواته بعد أن تلقى العلاج اللازم، ففي الواقع، لم يكن أمرًا سهلاً على أبو علي أن يتحدث عن الانفجار أو عما حل بأبنائه وبعائلته، حيث قال إنه “من المؤلم جدًا أن ترى أبناءك يسقطون أمامك”.
وتحدث أبو علي عن الانفجار مؤكّدًا أنه سبّب انقسام الأريكة على نصفين، وسقوط عمران بينهما، وقد حاول أبو علي إخراج نفسه من الأنقاض، وما إن تمكن من ذلك؛ قام بإخراج عمران الذي كان الأقرب لمكان تواجده حينها ثم قام بإخراج ابنه الآخر وتسليمه إلى المسعفين الذين انتشروا حول المنزل، ولم ينسَ أبو علي بأن يوصي ابنيه بالاعتناء ببعضهما البعض قبل أن يعود للبحث عن بقية أبنائه.

بالنظر لما خلّفه الانفجار في حي القاطرجي بحلب، يصعب التصديق بأن أيًا من أفراد العائلة قد نجا، وقد أكد شهود عيان بأن الهجوم قد نفذ بطائرتين روسيتين؛ الأمر الذي أنكرته روسيا يوم الجمعة الفارط مؤكدة أن الغرب يقوم باستغلال صورة الطفل عمران للترويج لأفكارهم المعادية لروسيا.

ولم يعلق الرئيس السوري بوتين على إحدى الدراسات الجديدة، والتي بينت أن عدد السوريين الذين لقوا حتفهم بسبب هجمات روسية يفوق عدد الضحايا التي تسبب فيها تنظيم الدولة؛ حيث أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في دراسة لها بأن الهجمات السورية أسفرت عن مقتل 2704 مدنيًا، في حين قتل 2686 مدنيًا على يد تنظيم الدولة وذلك منذ نيسان/أبريل سنة 2013.
وفي نفس السياق، هددت الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط أي طائرة تابعة للقوات السورية أو الروسية إن كان هناك خطر يهدد القوات الأمريكية الخاصة المتمركزة شمال سوريا، وجاء هذا التحذير بعد حادثة يوم الخميس الفارط، حيث قامت طائرات سورية بإلقاء قنابل على مقربة من جنود أمريكيين يقومون بتنفيذ عمليات بالقرب من مدينة الحسكة، وقد سارعت طائرات أمريكية مقاتلة إلى مكان الحادث ولكن لم تقم بأي عملية.
وصرح مسؤول الشؤون العامة في قوات مشاة البحرية الأمريكية أديان قالواي، قائلاً بأن الولايات المتحدة كانت قد أوضحت أن طائرات التحالف ستدافع عن قواتها على الأرض إذا ما تم تهديد سلامتها، وأضاف بأنه “يستحسن أن لا يتدخل النظام السوري في قوات التحالف أو شركائها”، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد قالت بأن صورة عمران هي انعكاس للصراع في سوريا، كما صرح جون كيربي، المتحدة الرسمي باسم وزارة الخارجية، قائلاً “ذلك الطفل الصغير لم يعش يومًا في حياته دون حرب، وموت، ودمار أو فقر”.
أما روسيا، فقد عبرت عن استعدادها لإيقاف عملياتها لمدة 48 ساعة وذلك لكي يتم تزويد الأهالي بالطعام والأدوية، وقد عبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي مستورا، عن استحسانه لهذا العرض، لكن لم يكن للسوريين نفس الرأي؛ حيث كانوا قد سمعوا نفس الوعود في السابق والتي لم يتم تنفيذها، وبالحديث عن الهجمات الروسية، قال الأستاذ زكريا عبد الرحيم البالغ من العمر 26 سنة، إن القوات الروسية تواصل ضرباتها إلى الآن، وكان أب وأخ زكريا قد لقي حتفه خلال غارة جوية ضد مدينة الأتارب.
وقد تساءل العديد عما إذا سيكون هناك تغيير حقيقي وفعلي بعد انتشار صورة الطفل عمران، وعما إذا ستتضاعف جهود الغرب لإيجاد حل للأزمة، وهو ما تحدث عند أستاذ إنجليزية يدعى عبد الكافي الحمد، قائلاً “بعد بضعة أسابيع، سينسى العالم صورة الطفل عمران وسيتم أيضًا نسيان حلب، الآن سيبكون ويشعرون بالحزن والأسف وسيتمنون لو يتمتع بمستقبل أفضل لكن يومًا ما، سينسوه.. قد يموت عمران ولن يتذكره أحد”.



المصدر: والد الطفل عمران يروي تفاصيل نجاة عمران ومقتل أخيه

انشر الموضوع