مايو 19, 2024

رصد: كلنا شركاء
لم تحافظ الأمم المتحدة على دورها الحيادي في حل القضية السورية، وبنظر المعارضة ومراقبين عرب وغربيين تحولت إلى طرف داعم لنظام بشار الأسد الذي تسبب بمقتل ما لا يقل عن 500 ألف شخص، وتهجير نحو 9 ملايين.
وأشارت (السورية نت) إلى وجد إشارات استفهام وشكوك تدور حول عمل المنظمة في الملف السوري، وشكوك تزيد مصداقيتها ما كُشف عنه من تواطؤ لدى المنظمة الأممية سواء في توزيع المساعدات، أو في تخفيف وطأة تحميل النظام مسؤولية ما يجري في سوريا، مرورا بأخر فضيحة فجرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية، التي أكدت تعامل المنظمة مع مقربين للأسد وإفادتهم بملايين الدولارات.
وأجرى المصدر رصداً لأكثر المواقف التي بدت فيها الأمم المتحدة منحازة لنظام الأسد، وتذهب المعارضة السورية إلى القول بأن المنظمة تعد طرفاً يتحمل مسؤولية المأساة التي يعيشها السوريون.
صفقات بالملايين
يعد ملف المساعدات الإنسانية من أكثر الملفات التي تديرها المنظمة الأممية غموضاً، ويكتنفه تفاصيل بعضها تم الكشف عنها، وأخرى ما تزال طي الكتمان، لكن في مجملها تدين المنظمة التي أبدت انحيازاً مطلقاً لنظام الأسد وقواته من جهة، فضلاً عن تطبيع علاقات اقتصادية كبيرة من أقارب للأسد من جهة أخرى.
ويوم الثلاثاء 30 أغسطس/ آب 2016 نشرت صحيفة “الغارديان” تحقيقاً يكشف عن صفقات بالملايين أبرمتها بعثة المساعدات الأممية مع مقربين من الأسد، وقالت إن الأمم المتحدة منحت صفقات بعشرات الملايين من الدولارات لهؤلاء في إطار برنامج مساعدات إنسانية يرى منتقدون أنه أضحى في قبضة النظام.
واستفادت من هذه الصفقات، حسب “الغارديان”، شركات تخضع لعقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وكذا وزارات ومنظمات خيرية، بما فيها منظمة أنشأتها أسماء الأسد، زوجة بشار الأسد، وأخرى أنشأها ابن خاله وصديقه رامي مخلوف.
وتبرر الأمم المتحدة انحيازها للأسد بالقول إنها مجبرة على العمل مع عدد قليل من شركاء رأس النظام بشار الأسد، وإنها تعمل ما بوسعها لضمان إنفاق الأموال في محلها.
واللافت في الفضيحة التي كشفتها الصحيفة البريطانية، أن مسؤولاً أمميا عمل في دمشق، قال إن “فرق الأمم المتحدة العاملة في سورية كانت تعرف منذ البداية أنه لا حكومة النظام ولا المنظمات، المعتمدة من قبلها للعمل مع الأمم المتحدة، تلتزم بمبادئ العمل الإنساني، أو الاستقلالية والحياد”.
مساعدات لقوات النظام
وسبق هذه الفضيحة، انتقادات واسعة لدور الأمم المتحدة، عندما اكتشفت المعارضة السورية في أبريل/ نيسان 2015 وجود مساعدات إغاثية أممية في مخازن ثكنات نظام الأسد عقب سيطرة المعارضة على إدلب.
ونشرت “السورية نت” في 27 أبريل/ نيسان 2015 صوراً لمساعدات إغاثية عثر عليها عناصر المعارضة في فرع الأمن السياسي، والسجن المدني في مدينة جسر الشغور، وتعود المساعدات لبرنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة.
وتحدث سكان من جسر الشغور في وقت سابق عن وجود الكثير من المساعدات الأممية في مقرات قوات النظام لا سيما عند حاجز المياه القريب من سوق الخضار والفواكه (سوق الهال).
ومن المفترض أن هذه المساعدات مخصصة للسوريين المنكوبين جراء الحرب الدائرة في بلادهم مستمرة منذ 5 سنوات، إلا أن اعتماد الأمم المتحدة على النظام في توزيع المساعدات أدى إلى استفراد النظام بها ومنحها لمقاتليه بغية توفير الأموال، لكن ذلك لا يمكن أن يمر دون علم الأمم المتحدة.
الدفاع عن بشار الأسد
وفي يناير/ كانون الثاني 2015 تكشفت أدلة أخرى على دعم من المنظمة الدولية لنظام الأسد، لكن هذه المرة عبر التخفيف من مسؤولية النظام حيال المجاعات التي سببها حصار قواته لمئات آلاف المدنيين في سورية.
وسلطت مجلة “فورن بوليسي(link is external)” الأمريكية الضوء على “مفاجأة كبرى” تتعلق بسماح الأمم المتحدة لنظام الأسد بتعديل “الحقيقية في الحرب السورية” لصالح النظام، وإغفالها للعديد من الفقرات في خطة عن الاستجابة الإنسانية عن الحصار المفروض من قبل قوات النظام.
وقال معد التقرير في المجلة “روي غوتمان” إن “المفاجأة هي في قراءة خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية التي نشرت يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث غيرت الأمم المتحدة بعد التشاور مع حكومة نظام الأسد عشرات المقاطع وحذفت المعلومات الهامة”، وذلك بهدف رسم صورة أكثر إيجابية عن نظام الأسد، بحسب “فورن بوليسي”.
ووضحت المجلة أنه بالمقارنة بين النسخة النهائية لخطة الأمم المتحدة والمسودة التي حصلت عليها “فورن بوليسي”، فمن “الواضح أنه تمت إزالة 10 إشارات لكلمة محاصر أو المناطق المحاصرة، مثل مضايا – وهي بلدة جنوب غرب سورية شهدت موت عشرات الأشخاص من الجوع على مدى عدة أشهر قبل وصول قافلة مساعدات الأمم المتحدة في منتصف كانون الثاني. واختفى أي ذكر للبراميل المتفجرة التي يسقطها النظام بشكل عشوائي على المناطق المأهولة بالسكان. واختفى كل ذكر لجماعات الإغاثة السورية التي توصل المساعدات إلى المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها الثوار”.
وتعرضت المنظمة الدولية للكثير من الانتقادات لبقائها صامتة لعدة أشهر على وضع مضايا حتى بدأت صور الأطفال الذين لقوا حتفهم من الجوع تظهر للعلن، ومع ذلك في “تحديث سريع” نشر يوم 17 ديسمبر/ كانون الثاني 2015، كشف مسؤولو الأمم المتحدة أنهم لم يتمكنوا من الحصول على الموافقة لعمليات الإجلاء الطبي.
تلميع النظام
وأثارت الأمم المتحدة الجدل مجدداً في فبراير/ شباط 2016، عبر تعيينها لشخصيات شديدة الموالاة لنظام الاسد في مناصب ضمن المنظمة.
وكانت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت تعيين شكرية مقداد زوجة نائب وزير خارجية النظام فيصل مقداد مستشارة لتقييم الحالة النفسية للنازحين السوريين، وتبع ذلك قرار آخر بتعيين مندوب النظام في المنظمة الدولية ليكون في أعلى منصب في لجنتها المعنية بـ”إنهاء الاستعمار”.
وأثار القراران تساؤلات من المعارضة السورية التي اعتبرت شخصيات فيها أن هذين القرارين يعكسان انحيازاً واضحاً من الأمم المتحدة لنظام الأسد، عبر تقليد مسؤولين فيه دعموا النظام في حربه ضد الشعب السوري بمناصب أممية مهمة.
ويشار إلى أن المعارضة السورية رفضت في 24 أغسطس/ آب 2016 إدخال المساعدات عبر طريق “الكاستيلو” الخاضع لسيطرة قوات النظام وميليشيا الـ”ypg”  الكردية، مشيرة إلى أنه غير آمن، ودعت إلى استبداله بمعبر الراموسة الذي وصفت الحركة فيه بالطبيعية والآمنة.
واتهم بيان صادر عن منظمات المجتمع المدني والمجالس المحلية بحلب منظمة الغذاء العالمي بعدم الحيادية بسبب قيامها بـ”التنسيق مع طرف شريك في قتل الشعب السوري، ويساهم في إعطاء الشرعية له، ويعتبر دعماً لإرهاب الأسد”.
اقرأ:
الغارديان: بعثة الأمم المتحدة تدفع الملايين لنظام بشار الأسد



المصدر: 4 أدلة تثبت دعم الأمم المتحدة لنظام بشار الأسد

انشر الموضوع