مايو 19, 2024

حذيفة العبد: كلنا شركاء
“المصاب عظيم والحمد لله على كل حال، البرميل الذي استهدف حلب القديمة فجر اليوم، سقط في منزلي، وراحت عائلتي كلها، زوجتي وأربعة أطفال وزوجتي الثانية ووالدها، والحمد لله على عطاء الله”.
بصوتٍ قوي يعكس إيماناً منقطع النظير، بث الناشط الإعلامي علي أبو الجود هذه العبارات عبر مجموعات (الوتسأب) التي اعتاد من خلالها نقل ما يجري في حلب، لكن هذه المرة كان هو الحدث، فنعى بنفسه عائلته المكونة من زوجتين وأربعةٍ من الأطفال، قتلهم برميلٌ متفجر ألقاه طيران النظام المروحي وسط مدينة حلب.
الإعلامي علي الناصر أو كما يلقب نفسه (علي أبو الجود) وثق بنفسه أيضاً في شريطٍ مصور ضحايا قصف النظام الذين كانوا أطفاله هذه المرة.
“محمد، الله يرحمك با ابني” ينقل عدسته إلى فلذة كبدته، “عفراء، أبوس روحك روحي الله يرحمك ويتقبلك يا بابا”، جثة ثالثة مسجاةٌ أمامه، يصورها ويقول “عبيدة، وين تركتني ورحت بابا، الحمد لله عصافير الجنة انتو يا بابا حبيباتي”، لحظات تقشعر لها الأبدان، وتخشع له القلوب، وتعجز عن تصورها العقول.
زميله في ذات الميدان، ومراسل “كلنا شركاء”، ماجد عبد النور، قال إن علي ابن بلدة دابق شمال حلب، اختار أن يكون على كبر سنه أحد أولئك الجنود الذين يحملون عدساتهم فقط في مقارعة استبداد النظام وبطشه، منذ بداية الحراك السلمي بريف حلب الشمالي، وهو من مؤسسي تنسيقية دابق وشارك منذ اللحظات الاولى للثورة بالمظاهرات التي عمت الريف.
بدأ نشاطه كمصور للمظاهرات ومعد لها ونشر المقاطع لإيصال صوت اهالي قريته في وقتٍ لم يكن يمتلك فيه الخبرة الكافية، لكنه حاول وجاهد بكل إمكانيته لنقل ما يجري من أحداث الثورة في الريف الحلبي.
ومع دخول الثوار مدينة حلب انتقل لمدينة حلب مع كتيبة البلدة لنقل انتصارات الثوار وحقد النظام على المدينة الأخطر في العالم.
كل من لقيه عرف إنساناً طيباً وبسيطاً ومحبوباً من كل محيطه، ودائماً يحمد الله على كل شيء، رغم فقده كل شيء.

اقرأ:
الثوار يصدون هجوماً لقوات النظام على القراصي جنوب حلب



المصدر: إيمانٌ وصبرٌ منقطع النظير… هذا ما قاله الإعلامي (علي أبو الجود) بعد فقد كل عائلته

انشر الموضوع